
رئيس نادي الأدب المركزي بسوهاج

برغم ما يشوب جوائز الدولة الرسمية من عوار كبير، ليس مجالها هنا يخرج علينا شاب واعٍ وكاتب جميل اختار لنفسه منهجا أدبياً خاصا به متي تقرأه تشعر أن هذا هو المبدع عبد العليم حريص، هذا المبدع امتلك من الجرأة الأدبية والثقافية ما يجعله يقيم جائزة لأول مرة باسمه سماها جائزة عبدالعليم حريص للقصة القصيرة في دورتها الأولي وخصصها في هذه الدورة لأهله من أبناء سوهاج المبدعين تحت السن وفوق السن ورصد لها جوائز مالية من حسابه الخاص وهذا خطوة عظيمة.
تقدم لهذا الجائزة في القصة القصيرة 27 متسابق فاز منهم أربعة متسابقين تحت السن تترواح أعمارهم بين 12 عاما و 15 عاما وفاز منهم خمسة في السن من ادباء سوهاج الشباب أيضا، وشرفت أن أشارك في توزيع جوائز المسابقة وتكريم الفائزين.
ولم تكن هذه الجائزة مجرد احتفالية لتوزيع الجوائز وتكريم الفائزين فيها لكن كان لها أبعاد اخرى، ربما كان أهمّها اكتشاف مواهب جديدة لم تكن معروفة للساحة الأدبية قبل هذه الجائزة وهم الأربعة الذين فازوا تحت السن، وهذا الفوز يدفع بهم إلى الاستمرار في كتابة القصة، لأن هذا الفوز منحهم الثقة بالنفس وبهذا نكون قد قدمنا للساحة الأدبية مبدعين جدد.
كذلك فإن هذا الجائزة لفتت الأنظار إلى أهمية الإبداع والاحتفاء به وعززت قيمة الأدب والأدباء في هذا المجتمع الضيق، وجعلت أهل الفائزين يؤمنون بقيمة الأدب والأدباء، وأنه ليس ترفاً بقدر ما هو عملية بناء فكري وثقافي للشخصية المصرية، والصعيدية منها على وجه الخصوص.

كما أن هذه الجائزة عملت علي إقامة حوار ثقافي بين أجيال مختلفة جمعت بينهم في بوتقة المتسابق وهذا يدفعم إلي التجديد والابتكار وحالة من الترقب لاستمرار الجائزة، ومحاولة إنتاج مختلف عما سبق وتقدموا به للجائزة في دورتها الأولى.
تحمل هذه الجائزة من الشفافية، ما لا يتوفر في غيرها من الجوائز فصاحب الجائزة والقائمين عليها متحققون أدبياً، ولا يحتاجون إلي شهرة أو تحقيق مجد شخصي، لذلك تعدّ هذه الجائزة نواة طيبة لخلق حالة من التفاعل الثقافي الحقيقي، دون أغراض شخصية ،و تحقيق مجد شخصي، وأشكر الكاتب الكبير الأستاذ عبد العليم حريص على هذه الخطوة الجميلة، كما أشكر القائمين على تنفيذ هذه الجائزة وأتمني أن تكون الدورة القادمة في أكثر من مجال أدبي، لتشمل الشعر ،والرواية، وغيرها، حتي توسع من مجال اكتشافتها ويتسع دورها لأهلنا في الصعيد لأنهم يستحقون.